بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
في كرة القدم هناك لاعبون يتميزون بمهارات لا تتوفّر في كثير من لاعبي العالم مما يجعلهم لاعبون مميزون في بلدانهم و يتمتعون بشعبية جارفة قلما تجدها في لاعبين آخرين رغم أن إنجازاتهم أحياناً لا تقارن بإنجازات لاعبين أقل منهم مهارة ,
و في كرة القدم أيضاَ هناك لاعبون وجدوا ليكونوا أقل مهارة من سابقيهم و لكن أرقامهم و إنجازاتهم تضعهم في المقدمة رغم أنف الجاحدين و الناكرين لهؤلاء الفئة من اللاعبين ,
عند بداية تصفيات كأس العالم كان يراودني إحساس غريب بأن المنتخب السعودي لن يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 , لعدة أسباب و لن أتطرّق إلا لأهم هذه الأسباب من ( وجهة نظري ) , ألا و هو غياب أو اعتزال ( لا تفرق ) الأسطورة المونديالية ( ســامــي الجــابــر ) ,
أنا هنا لا أتحدّث من باب العاطفة لا و الله , و لكن لغة الرقم لا ينكرها إلا أحمق , فعندما تفقد لاعب كان هو السبب الرئيسي بعد الله في تأهل المنتخب لكأس العالم أربع مرّات متتالية , فهنا أنت لم تفقد لاعب مهاري لا يعوّض بل فقدت لاعب تاريخي لن يعوّض ,
ففي تصفيات 94 كان هو اللاعب الأبرز في ملحمة إيران حينما سجّل هدف و صنع ضعفه , و في تصفيات كأس العالم 98 كان هو هدّف هذه التّصفيات و سيّدها , و في تصفيات 2002 أيضاً كان هو هدّاف التّصفيات و أبرز لاعب فيها , و في تصفيات 2006 عاد الملك لخدمة بلاده و من منّا ينسى مباراتيٍِ أوزباكستان ( ذهاباً و إياباً ) و مباراة الكويت ( إياباً ) ,
عندما أقول بأن المنتخب لم يتأهّل لكأس العالم 2010 بسسب غياب أو اعتزال سامي فأنا هنا أتحدّث عن لاعب قد سجّل 18 هدفاً في جميع تصفيات كأس العالم و صنع أكثر من نصفهم , قد يأتي من يقول بأن سامي لم يكن لوحده و كان هناك لاعبين أفذاذ حينها سأقول له نعم كان هناك لاعبين أفذاذ و لكن من هو اللاعب الوحيد الذي بقي طرفاً ثابتاً في جميع التصفيات و المونديالات و أكرّر ( المونديالات ) ؟ فلن يجد لسؤالي إجابة سوا ( ســامــي الــجــابــر ) ,
لا أعتقد بأن هناك لاعب قد يحصل على لقب لاعب القرن في قارّته و من أعلى سلطة رياضيّة في العالم و يكون لاعب إعلامي أو ورقي ( لا يهم ) , فهذا الإنجاز لا يحصل عليه إلا لاعب قد فعل كل شيء يمكن أن يفعله لناديه و لوطنه ,
ختاماً , هناك لاعبون كبار في تاريخ الكرة السّعوديّة قد خدموا منتخبهم و ناديه و لكن عندما تتحدّث بلغة الرّقم و على جميع الأصعدة , فلن يحصد التفوّق و بمرتبة الشرف إلاّ ( ســامــي الــجــابــر ) ,
في 9 - 9 - 2009 فقدنا صانع التأهلات رقم ( 9 ) , و الوطن يبكي عليه ,
ملاحظة : لن أنسى أو أتناسى الظّاهرة يوسف الثنيّان و لا حارس القرن محمّد الدعيّع , و لكن سامي غير ,